قصص المرضى

PATIENTS STORIES

يستقبل برنامج الجراحة التقويمية مرضى من مختلف بلدان الشرق الأوسط التي تعاني من النزاعات المسلحة. وبالإضافةٍ إلى أنهم يتكلمون لغةً واحدة، يشترك المرضى في المعاناة التي مروا فيها وما شاهدوه من هول الحرب. وأثناء معالجتهم في المستشفى والتي تستغرق عادةً مدةً طويلة قد تصل إلى السنة يعيش ضحايا الحرب هؤلاء ويأكلون وينامون ويشاركون قصصهم مع بعضهم البعض.

هناك مرضى من جميع الأعمار، من الأطفال حديثي الولادة وحتى الطاعنين في السن من النساء والرجال والقاسم الذي يجمع بينهم هو أن حياتهم قد تغيّر مجراها بسبب الحرب. يمكث المرضى لمدة طويلة في المستشفى في عمّان، شهور عديدة يتشاركون فيها شرب القهوة وتدخين السجائر ويتبادلون فيها قصص الحرب ويتشاركون الأمل في الحصول على المعالجة التي ستعيد إليهم القدرة على النهوض من جديد وتمنحهم فرصة العودة إلى أوطانهم والتمكن من العيش بكرامة.

مشاهدة قصة جوانا

مشاهدة قصة جوانا

"عندما غادرنا العراق، لم تكن جوانا على ما يرام. فقد كان وزنها منخفضاً، نحو 8 كيلوغرام. كانت في أسوأ حالاتها عندما جئنا إذلم تكن تأكل ولم تكن تبتسم أبداً. نحن ممتنون جداً أننا التقينا أطباء بلا حدود وأنهم أجروا لها الجراحة وقد كانت العمليتان الجراحيتان ناجحتين. وقد أصبحت تأكل الآن وزاد وزنها كيلوين اثنين وأصبحت تبتسم ولله الحمد."

جدة جوانا

كانت جوانا تبلغ من العمر ثمانية أشهر فقط عندما كان والداها يحاولان الفرار من مدينة الموصل العراقية التي كانت محاصرة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في ذلك الوقت.

وأثناء محاولتهم الهرب، داست الأسرة على لغم تسبب بمقتل والد جوانا على الفور وإصابة أمها إصابة بالغة مع جروح بسبب شظايا في الصدر والرئتين، وإصابة جوانا بضرر بالغ في أعصاب ساقها اليسرى.

ومع عدم قدرتهم على المغادرة اعتنى جدَّا جوانا بهما طيلة ثمانية عشر يوماً محاولين تخفيف الحمى والالتهابات التي أصيبتا بهما بمسكن الألم الباراسيتامول، وكانوا يتنقلون من بيت إلى بيت عبر شبكة من الأقبية. لم تقبل المستشفيات المحلية تقديم العلاج لهم، وكانت أم جوانا تفقد المزيد من دمها وطاقتها، وكانوا يعلمون أنها بحاجة إلى العلاج الطبي بشكل عاجل.

لم يبق أمام الأسرة أي خيار سوى الفرار من جديد لتحسين فرص نجاتهم. وخلال محاولة الفرار الثانية هذه من المدينة، قُتلت أم جوانا وخالها برصاص قناصة. ونجت وهي وجدها وجدتها.

عولجت جوانا في مستشفى خاص في العراق وإضافة إلى تضرر العصب فقد كان لديها شق في سقف الحلق من الولادة وبحاجة إلى جراحة أيضاً. لم تتكلل العملية الجراحية المكلفة التي خضعت لها جوانا بالنجاح ورفض الأطباء في العراق إجراء جراحة الحلق. وتمت إحالتها إلى برنامج الجراحة التقويمية في العاصمة الأردنية عمَّان.

عندما وصلت جوانا وجدتها، سالمة، إلى مستشفى عمَّان - حيث كانت جوانا ومازالت أصغر مريضة فيه بعمر العامين – كان وزنها أقل من 8 كيلوغرام. لم تكن جوانا تمشي ولم تكن تنام ولا تأكل ولا تضحك.

بعد عدة جراحات عظمية وجراحة شق سقف الحلق والعلاج الفيزيائي مع معالجها المفضل، يزن، أصبحت جوانا الآن قادرة على الوقوف بمساعدة جهاز المشي وقد خطت أولى خطواتها في مستشفى الجراحة التقويمية. وبمساعدة أخصائي تقويم النطق بدأت تنطق أولى كلماتها وتقول ’ماما‘ لجدتها.

بدون دعم وكرم أناس من أمثالكم، وبدون منظمات مثل أطباء بلا حدود، وبرامج مثل برنامج الجراحة التقويمية، لم تكن جوانا لتحصل على الرعاية الطبية التي تلقتها ومازالت تتلقاها.

يوماً بعد يوم تصبح جوانا اجتماعية أكثر وتحب الاستكشاف واللعب. لم تعد تختار أن تعزل نفسها أو أن تتشبث بجدتها وهي تبكي. تحب جوانا عندما تخرج في الجولة الصباحية مع جدتها أن تلوِّح لجميع من تصادفهم بيدها في طريقها إلى منطقة الألعاب حيث يطيب لها أن تقضي اليوم على الأرجوحات وتكوِّن صداقات وذكريات طفولة جديدة.

بدعمكم نستطيع أن نضمن للمرضى وأسرهم – مثل جوانا – الحصول على العلاج اللازم والرعاية اللازمة لحين تعافيهم من الجِراح التي تركتها عليهم الحرب.

مشاهدة قصة عبد الباري

مشاهدة قصة عبد الباري

" آمل أن يدرس عبد الباري بجد في المدرسة ويواصل تعليمه، فقد بُترت ذراعه ولن يتمكن من العمل كالآخرين. آمل أن يدرس وينجح ويكون صاحب وظيفة. هذا ما أتمناه."

والد عبد الباري

كالكثيرين من أقرانه الذين في السابعة من العمر، تبرق عينا عبد الباري لتعكس ما في داخله من حب لاستكشاف ومعرفة العالم المحيط به. يتمتع عبد الباري بسرعة البديهة وعذوبة الحديث، ويطرح أسئلة عن أي شيء وكل شيء حوله وبالأخص عن كرة القدم التي هي هوايته المفضلة. فإذا لم تجده في الفصل الدراسي، يكون عبد الباري في منطقة الألعاب يركل كرة قدم مع أصدقاء من مختلف الأعمار.

من نواحٍ عديدة لا يختلف عبد الباري عن أي طفل آخر من عمره، إلى أن ترى أنه فاقد لذراعه اليمنى وساقه اليمنى.

قبل عامين من الآن وجد عبد الباري وأسرته أنفسهم عالقين في أتون معارك وصلت إلى مدينة عدن اليمنية التي يقطنونها. كان عمره حينها خمسة أعوام وكان قد دخل المدرسة قبل ثلاثة أيام. كان عبد الباري نائماً في بيته مع أبويه وأشقائه وأحد أبناء عمه عندما ضربت قذيفة منزلهم. أصيب جميع أفراد الأسرة بالشظايا وفقد عبد الباري ذراعه اليمنى وساقه اليمنى وتضررت ساقه اليسرى بشدة. أما الإصابة الأسوأ فكانت ما تعرض له أخوه صالح.

نُقلت الأسرة بالإسعاف إلى مستشفى أطباء بلا حدود في عدن حيث تلقوا العلاج لعدة أشهر، لكن صالح وللأسف لم ينج من جراحه وفارق الحياة.

قرر الأطباء المشرفون على علاج عبد الباري ووالداه أنه يجب أن يكمل علاجه في مستشفى الجراحة التقويمية في عمَّان، الأردن، حيث سيحصل على رعاية متخصصة تساعده على استعادة اعتماده على نفسه.

في عمَّان، تمكن الأطباء من إجراء جراحة تعديلية ناجحة على ساق عبد الباري اليسرى الأمر الذي زاد من قدرته على الحركة بشكل ملحوظ. كما اختير عبد الباري للحصول على ذراع وساق اصطناعيتين باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، وهي بديل أسرع وأقل كلفة من الأطراف الاصطناعية التقليدية. وقد تم تصميم الطرفين ليناسبا احتياجاته وقد اعتاد عليهما بشكل جيد جداً، لدرجة أنه كسر أحد أصابع اليد الاصطناعية أثناء لعبة كرة قدم – شأنُه شأن أي طفل في مثل سنه.

كما تمكن عبد الباري أخيراً من الانتظام في الدراسة، حيث تدير أطباء بلا حدود فصولاً دراسية للأطفال المقيمين في المستشفى، بمنهاج تم تصميمه ليناسب احتياجات كل طالب. يتعلم عبد الباري الآن القراءة ويتمرن على مهاراته الحركية كي يتمكن من الكتابة بيده اليسرى. بالرغم من صعوبة هذا الأمر لكنه وعائلته متفائلون بقدرته على تخطيه.

بمساعدة متبرعينا وداعمينا الكرماء تستطيع أطباء بلا حدود اتخاذ مقاربة شاملة طويلة الأمد لرعاية المرضى في برنامج الجراحة التقويمية. وسواء من خلال الحلول التقنية المتطورة كالطباعة ثلاثية الأبعاد أو توفير التعليم المدرسي المخصص لاحتياجات الطلاب، يواصل برنامج الجراحة التقويمية إعطاء الأولوية لتحسين جودة حياة المرضى.

مشاهدة قصة جمال

مشاهدة قصة جمال

"منذ مجيئي إلى عمَّان، تحسنت معنوياتي بدرجة كبيرة، إضافة إلى تحسن وضعي البدني. كما أتطلع بلهفة لأعيش حياتي كباقي الناس وأعود إلى بلدي لأكمل الدراسات العليا وأواصل تعليمي ."

جمال

كان ذلك في عام 2014. كان جمال عواد وأسرته قد اضطروا إلى النزوح مرتين بسبب الحرب وقد انتهى بهم المطاف في بلدة صغيرة قرب كركوك. كان جمال قد تخرج حديثاً في الجامعة، ويتوق لإيجاد عمل. وبعد بحث شاق وجد عملاً في مخبز. ربما لم يكن ذلك هو العمل الذي يصبو إليه، لكنه كان أفضل من لا شيء.

بعد بضعة أشهر من بدئه العمل تعرض المخبز لانفجار وأصيب جمال بحروق بالغة في نصف جسمه. أسعفوه إلى المستشفى وبقي طيلة عشرة أيام بين الوعي واللاوعي وهو يتلقى العلاج الطارئ. بعدها بشهرين تم تخريجه بحروق باقية على ذراعه الأيسر وضرر بيده اليسرى (حول الأصابع وراحة اليد) أثرت في قدرته على استخدامها بشكل جيد.

بدأ جمال مجدداً البحث عن عمل جديد، لكن وبسبب الوضع الاقتصادي والحرب والإصابة التي لحقت به، لم تثمر جهوده طيلة عامين في إيجاد عمل ما.

"قلبت تلك الحادثة حياتي رأساً على عقب؛ كانت تشغل تفكيري ليل نهار، وبتُّ عالقاً في دوامة من الأفكار السلبية – وظننت أني لن أجد عملاً. تركت أثراً كبيراً فيَّ. حاولت أن أجد أي عمل لكن أحداً لم يقبل توظيفي لا في مطعم ولا في الجيش بسبب الحروق التي لدي. لم يقبلني أحد".

أثناء تلك المدة أخبره صديق حول برنامج الجراحة التقويمية التابع لأطباء بلا حدود في العاصمة الأردنية عمَّان، واتصل جمال بهم. بعد بضعة أشهر قُبِلت حالته وحُوِّل إلى مستشفى عمَّان حيث أجريت له عمليات جراحية لذراعه ويده.

يتحسن وضع جمال بشكل جيد ويتسعيد قدرته على استخدام ذراعية ويديه لكنه ما زال بحاجة إلى بضعة شهور أخرى في عمَّان لاستكمال تعافيه. ويستغل جمال الوقت للتركيز على تطوره الشخصي والعلمي، وإذا لم يكن في المستشفى، تجده جالساً عند إحدى التلال القريبة من المستشفى يطالع كتاباً ما، فهو يتحضر لتقديم امتحان القبول لبرنامج الماجستير في العلوم الإسلامية والفلسفية. ويأمل أن يواصل حتى الحصول على درجة الدكتوراة.

مشاهدة قصة اياد

مشاهدة قصة اياد

“كنت في وضع صعب بسبب إصابتي. لكنني حولت هذه الأداة الجامدة التي أحتاجها للمشي إلى آلة موسيقية تجلب السعادة للناس مِن حولي. وفي الوقت ذاته أجلب السعادة لنفسي، وأتعلم كيف أحول الحزن إلى فرح“.

اياد

إياد من غزة، وعمره ثلاثة وعشرين عاماً، وهو من المرضى المعروفين في مستشفى عمَّان. فكثيراً ما يستوقفه الناس في ممر المستشفى أو في البهو أو منطقة الترفيه ويطلبوا منه تقديم بعض المعزوفات أو الخدع السحرية. إياد عازف موهوب وقد تمكن من تحويل إحدى عكازيه إلى ناي بعد أن صودرت أدواته وكُسِّرت على الحدود الإسرائيلية وهو يغادر غزة. فالتنقل من وإلى غزة يخضغ لقيود مشددة للغاية حتى في حالة الطوارئ الطبية.

عند إياد وعند المرضى الآخرين، تعتبر الموسيقى مقاطعة محببة لروتين العلاج اليومي.

"كنت في وضع صعب بسبب إصابتي. لكنني حولت هذه الأداة الجامدة التي أحتاجها للمشي إلى آلة موسيقية تجلب السعادة للناس مِن حولي. وفي الوقت ذاته أجلب السعادة لنفسي، وأتعلم كيف أحول الحزن إلى فرح".

أصيب إياد في ساقه اليمنى أثناء مظاهرات مسيرة العودة الكبرى. كان ما يزال واعياً وينزف دماً كثيراً عندما تم إسعافه إلى وحدة العناية المركزة. لكنه غاب عن الوعي لثلاثة أيام. كانت جراحه معقدة كباقي من أصيبوا في هذه المظاهرات ولم يكن من السهل التئامها. فقد سحقت العيارات النارية العظم وسببت ضرراً بالغاً للأعصاب. وقد خضع لعدة جراحات لتنظيف جروحه بالكامل قبل إغلاقها.

ونظراً لشدة إصابته أُدخل إياد مستشفى الجراحة التقويمية في عمَّان بالأردن لاستكمال العلاج. وتمكنت أطباء بلا حدود من تنظيم إجراءات سفره والحصول على الإذن اللازم لعلاجه خارج قطاع غزة.

"في غزة نعيش تحت الحصار ولا تتوفر الرعاية الصحة الكافية لعلاجي. لكن وبفضل الله وبفضل أطباء بلا حدود تم نقلي إلى عمَّان حيث تلقيت العلاج المجاني والجراحة العظمية التي تمت بنجاح".

يستعيد إياد ببطء قدرته على الحركة حيث يعيد عظم ساقه ترميم نفسه، لكن رحلة علاجه لم تنته بعد. وعلاوة على إصاباته الجسدية واجه إياد وتخطى الكثير من العوائق النفسية بمساعدة خدمات الدعم النفسي الاجتماعي في المستشفى. الآن يفكر إياد في المستقبل، فيحاول تطوير مهاراته الموسيقية والابتعاد عن المشاعر القاتمة أو اليأس الذي استحوذ عليه بعد إصابته. سيحتاج إلى جراحة أخرى لإصلاح الضرر الذي لحق بعصب الساق خلال الأشهر الستة القادمة، حالما تحسنت قواه وطاقته.

تعتبر الرعاية الشاملة وطويلة الأمد للمرضى أولوية في أطباء بلا حدود، ولولا دعم متبرعين من أمثالكم، لما تمكنَّا من تقديم الرعاية الطبية والنفسية لإياد.

مشاهدة قصة إختيار

مشاهدة قصة إختيار

“كنت اضطر لمواجهة الكثير من المواقف التي يستهزئ فيها الناس بي أو ينظرون إلي بشفقة. في اليمن توقفت عن الذهاب إلى المدرسة لمدة من الزمن بسبب طريقة نظر الأولاد والبنات إلي. كنت أبكي عندما أسمعهم يقولون أشياء سيئة عني وعن مظهري“.

إختيار

تبلغ إختيار من العمر ثلاثة عشر عاماً وتتمتع بوعي كبير. وبسبب آثار الحروق التي على وجهها، لم يكن أمامها مناصٌ من اعتياد النظرة المحدِّقة التي يرمقها بها الغرباء. وكان عليها أن تنضج بسرعة تفوق سِنيَّ عمرها الفتي.

"كنت اضطر لمواجهة الكثير من المواقف التي يستهزئ فيها الناس بي أو ينظرون إلي بشفقة. في اليمن توقفت عن الذهاب إلى المدرسة لمدة من الزمن بسبب طريقة نظر الأولاد والبنات إلي. كنت أبكي عندما أسمعهم يقولون أشياء سيئة عني وعن مظهري".

أصيبت إختيار بانفجار أسطوانة غاز في منزل أهلها في اليمن وكان عمرها أربع سنوات فقط؛ تسبب لها الانفجار بحروق في معظم أنحاء جسدها. ومن ذلك الوقت إلى الآن طلبت العلاج في اليمن ومصر وأخيراً في الأردن حيث أحيلت إلى برنامج الجراحة التقويمية في عمَّان.

أثناء إقامتها في المستشفى تمكن الأطباء من تحسين حركة يديها وعنقها وأجروا لها جراحات تجميلية وتقويمية للوجه والفكين لتحسين قدرتها على الرؤية والتنفس وتقليل الندبات.

"في السابق لم أكن أعرف نفسي، أما الآن فقد تحسنت كثيراً ولله الحمد، وأستطيع أن أرى نفسي بوضوح".

إضافة إلى تعافي إختيار جسدياً وتحسُّن حالها، فهي أيضاً منسجمة مع الدراسة في مدرسة المستشفى، حيث تدير أطباء بلا حدود فصولاً دراسية للأطفال المقيمين في المستشفى لحين استكمال علاجهم، ويتلقون التعليم بمنهاج صُمِّم لتلبية احتياجات كل طالب. إختيار الآن في الصف الخامس، ولا تفوِّت أية حصة أو نشاط وغالباً ما تحضر حصصاً في صفوف أخرى لتتعلم المزيد وتستفيد المزيد. أما المواد المفضلة لديها فهي اللغة الإنكليزية والعلوم.

"عندما كنت في اليمن لم تكن نفسيتي على ما يرام. لكن عندما جئت هنا تلقيت التشجيع من الأستاذ خالد والآنسة آية والآنسة سارة والجميع، على ضرورة أن نتخطى الإصابة ونتعلم ونعيش حياتنا. منذ قدومي إلى مستشفى الجراحة التقويمية تعلمت أن علينا أن نواجه الحياة والمهم هو أن نتعلم ونصل إلى هدفنا".

تريد إختيار الآن أن تركز على تعليمها وأن تصبح طبيبة يوماً ما وتعمل في منظمة إنسانية تفيد المجتمع. كما تريد أن تساعد الناس وتشجع الآخرين من ذوي الإعاقة أن لا يقف نظرهم عند إعاقتهم وأن يعيشوا حياتهم بكل جوانبها.

بفضل تبرعات داعمينا الكريمة نستطيع مساعدة أشخاص مثل إختيار على التعافي من جراحهم الجسدية والنفسية التي تسببت بها ظروف الحرب وأن يروا أنفسهم وقدراتهم بشكل أفضل.

افتح عينيّ - قصي

افتح عينيّ - قصي

"كنت بحاجة إلى الذهاب إلى بلد يؤمن بي. عندما تتبادر إلى أذهان الناس كلمة لاجئ – فأنا أحدهم. وقد لا تكون تلك نظرة الناس لي بل نظرتي أنا لنفسي".

قصي

أصدقاء منظمة أطباء بلا حدود الأعزاء،

نشكركم على دعمكم السخي وعلى إصغائكم لقصص مرضانا في برنامج الجراحة التقويمية في عمَّان واهتمامكم بمعرفة المزيد عن العمل المستمر الذي نقوم به في أطباء بلا حدود.

في اليوم العالمي للاجئين، نتطلع إلى مشاركة قصة مريض سابق كان يتعالج في أطباء بلا حدود، قصي حسين، الذي أصيب في سن السابعة عشرة إصابة بالغة ناجمة عن انفجار سيارة مفخخة قرب الموصل، تسبب له بفقدان البصر.

وبعد أن سمع عبر التلفاز ببرنامج الجراحة التقويمية التابع لأطباء بلا حدود في عمَّان تقدم قصي بطلب لعلاجه وسرعان ما قبله المستشفى للعلاج حيث أمضى ثلاث سنوات وخضع خلالها لـ35 عملية جراحية، وأعاد ترتيب حياته وشعوره بنفسه.

واليوم يعيد قصي توجيه مسار حياته من جديد. وهذه المرة كلاجئ ومُناصر للفئات الضعيفة في أوستن، تكساس، يبني حياته من جديد متحدياً كل الصعاب والتحديات. "كنت بحاجة إلى الذهاب إلى بلد يؤمن بي. عندما تتبادر إلى أذهان الناس كلمة لاجئ – فأنا أحدهم. وقد لا تكون تلك نظرة الناس لي بل نظرتي أنا لنفسي".

الفيلم الوثائقي "افتحي عينيّ" من إنتاج أطباء بلا حدود يحكي قصة قصي.

قصة لاجئ.

واحد من بين ملايين الناس الذين تغلبوا على عقبات لا يمكن تصورها في طريقهم لإيجاد ملاذ آمن.

اطَّلعوا على المزيد من رحلة قصي غير العادية – من معاناته من الألم بعد حادث الانفجار في العراق، إلى إعادة بناء حياته في مستشفى أطباء بلا حدود في الأردن، إلى حياة جديدة مرة أخرى في الولايات المتحدة – في هذا الفيلم القصير الذي يذكِّرنا بإنسانيتنا المشتركة والآثار الممتدة للتعاطف والاهتمام.

من خلال دعمكم لأطباء بلا حدود إنما تمكِّنون فرقنا من تقديم الرعاية الطبية للناس الذين يحتاجونها بشدة – وبينهم لاجئون كقصي. وطالما كان هناك من يعانون من آثار النزاعات العنيفة والكوارث الطبيعية وتفشي الأوبئة وسوء التغذية، فستحتاج أطباء بلا حدود لدعمكم المتواصل. فاستجابتنا تعتمد على استجابتكم.

وشكراً لكم على دعمكم المستمر،

ماريو ستيفان